
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، {وَالسَّابِقُونَ} السابقون الأولون لهم فضيلة سبقهم، سبقهم إلى الهجرة، سبقهم إلى النصرة، سبقهم إلى الإيمان، سبقهم إلى الجهاد، ثم من يتبعهم فيما هم فيهم من مسار الإيمان والجهاد والعمل الصالح محسناً كما أحسنوا، صابراً كما صبروا، صالحاً كما صلحوا، يكسبون رضى الله، رضى الله عنهم، بإيمانهم بسبقهم؛ لأن فضيلة السبق فضيلة عظيمة ومنزلة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى، قال في آية في سورة الواقعة: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ . أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}(الواقعة:10ـ11) فضيلة كبيرة؛ لأن السابق الذي انطلق لم يتأثر بظروف، ولا بقلة مجاهدين أو قلة مؤمنين، أو واقع صعب أو مشاق معينة، بل وثق بالله فبادر واستجاب، له منزلة فضيلة ودرجة عالية عند الله، إنما يحافظ عليها.
{رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} رضي عنهم بسبقهم فكسبوا رضاه بسبقهم وإيمانهم وجهادهم واستقامتهم، ورضوا عنه وهم راضون عن الله، وبالتالي هم فيما هم فيه من عمل صالح وإيمان وجهاد ينطلقون برغبة، لا ينطلقون بتغصب وبتثاقل، لا. ينطلقون برضى راضين عن الله سبحانه وتعالى، وهم يعيشون حالة الرضى عن الله ينطلقون بكل رغبة فيما يرضيه.
اقراء المزيد